غالبا ما يطرح هذا السؤال علي باستغرب، ألا تؤمن بالبخاري!!؟؟
إن الإيمان كما وضحت سابقا لا يجب ان يتعارض مع العلم والمنطق العلمي وإلا اصبح (خرافة). إن التاريخ في المنطقة عامة يفتقد للتوثيق والدراسات التاريخية الموثقة ومع افتقارت المنطقة العربية للتدوين التاريخي فإن اكثر الروايات التاريخية اقرب للقصص منها للتدوين الحقيقي.
ما زاد من المشكلة في المنطقة كان فقدان اهم المكتبات في المنطقة لمعظم وثائقها. فقد اتسمت المنطقة بتحريق المكتبات وإتلاف محتوياتها. فمكتبة الاسكندرية ومكتب بغداد وغيرها من المكتبات الضغمة تم إحراقها سواء بأيدي المسلمين انفسهم أو بأيدي الغزاة.
هذا أدى لافتقارنا للمراجع الأصلية وجعل من الصعب تأكيد الأحداث التاريخية من قبل الاسلام وحتى اكثر من 300 عام بعد الإسلام. فمعظم المراجع التي يعتمدها المسلمون كمرجعية تاريخية ودينية عن بدايات الإسلام دونت بعد اكثر من 200 عام بعد وفاة الرسول كما أننا لا نمتلك النسخ الأصلية منها وكل ما وصلنا نسخ منسوبة لأصحابها وقد كتبت بعد اكثر من مئة عام بعد وفاة اصحابها. لذا فلا يوجد ما يؤكد انها كتب اصلية وإن كانت لهم أم لا إن كان قد تم التعديل عليها او لا.
هذا ينطبق تماما على كل من كتابي البخاري ومسلم فلا يوجد ما يؤكد ان النسخة الموجودة لدينا هي النسخة الأصلية التي كتبها البخاري ومسلم فما تحتويه المكتبات من مرجعيات اصلية، حسب ما هو متداول، هي كتب منسوبة للبخاري ومسلم وليست النسخ الأصلية لهم ويبدو ان اقدم النسخ المتواجدة للبخاري مثلا كتبت بعد وفاته بحوالي 100 عام او اكثر.
إن لم يكن البخاري صحيحا فكيف تؤمن بان القرآن صحيح؟
يؤمن المسلمون ان النص القرآني محفوظ من الله تعالى من التلاعب او التغيير وحتى الآن، وعلى رغم انه لم يتم إثبات عمر أقدم نسخة قرآنية وإن كانت كاملة أو لا ومدى تطابقها مع النسخ القرآنية الحديثة، إلا أنه لا يوجد ما يثبت أن القرآن قد تم التلاعب به كنص. فالنسخ القرآنية المتواجدة حاليا تطابق النسخ الموجودة في المتاحف، حسب المعلومات القليلة المتوفرة لنا عنها.
بناءا على ما سبق وعلى العكس من الكتب الأخرى والتي لم يحفظها الله من التعديل ولا نمتلك أدلة تاريخية على صحتها فالقرآن كنص قابل للإعتماد عليه كمرجعية دينية واساس ديني.
هذا ما جعلني اقرب لأصحاب الفكر القرآني فما يطرحه القرآنييون من أن المرجعية الاساس لكل العبادات في الإسلام هي القرآن لا تتعارض مع المنطق العلمي.