آخر المواضيع

مقالات سياسية

مقالات فكرية

الأدب

هذربات

5/26/2017

كيف تمكنت السعودية من إيقاف المشروع الايراني


قد يبدو العنوان جذابا ولكنه هزلي تماما فالواقع على الأرض لا يول ذلك ابدا إذ يبدو أن ايران رغم اوضاعها الاقتصادية السيئة اكثر نضوجا من السعودية رغم ان كلاهما يحكمه نظام ديني متعصب لذا فقد استطاعت استغلال الفرص التي قدمتها لها السعودية ووسعت نفوذها في المنطقة بحلفاء لم يجدوا لهم ملاذا سوى بالتقرب من إيران التي يكفي ان تدعمهم لوجستيا ليرتموا في أحضانها.
 وعلى العكس تماما من عنوان المقالة إلا أن أكبر دولة ساهمت في توسيع دور إيران في المنطقة هي السعودية التي قدمت العراق
 وسوريا ولاحقا اليمن على طبق من ذهب لإيران بتخليها عن تلك الدول او بدخولها حروبا غير ذات جدوى ضدهم.
 #أمريكا في المعادلة هي #المنشار، طالع واكل نازل واكل، فقد استغلت الغباء السياسي السعودي والحالة الاقتصادية والإقليمية الايرانية ورغبة إيران بأن تكون دولة ذات نفوذ في المنطقة وأرعبت الفريقين بعضهما ببعض.
 لن اتحدث عن استقلالية القرارعند حلفاء إيران فهو مستحيل طالما ان السعودية تمول حروبا ضدهم. ولكن السعودية مازالت للآن قادرة على الأقل على دعم استقلالية قرار هذه الدول وجذبها إليها، فقط من خلال إيقاف الحروب المباشرة والغير مباشرة تجاه هذه الدول. فكل من سوريا واليمن وحتى العراق من صالحهم اعادة الاندماج في الدول المجاورة اكثر من تحالفهم مع ايران.
 إن كان هناك من ما يزال يعتقد بأن السعودية هي من سيوقف المشروع الإيراني في المنطقة خاصة مع المسرحية الاخيرة في #الرياض عليه ان يتذكر ان المشروع السني نفسه يأكل بعضه بعضا الآن. فالمشروع الإخواني بقيادة تركيا وإدارة قطر لم يهمش فقط في مؤتمر الرياض إنما قد اعلنت الحرب المباشرة ضده، كما هو واضح في الأيام الاخيرة.
 السعودية بسياستها المتعنتة ورغبها بالسيطرة قد تحول المشروع الإخواني ليعيد ارتباطه بإيران وقد ألمحت قطر لذلك من خلال المقولات المنسوبة إلى القيادة القطرية والتغير الاخير لموقف تركيا والغزل المتبادل مع التحالف الروسي.
 لنكون اكثر واقعية فإن قطر وتركيا قد لا يبنيان علاقات قوية مع ايران ولكن اعتقد على الأقل ان موقف التيار الإخواني سيكون بفض الشراكة بينه وبين المشروع السعودي ورغم أن المشروع الإخواني قد واجه مشاكل ضخمة في المنطقة إلا انه مازال لهم وزن في المنطقة يمكنهم من العمل لوحدهم. فتركيا أردوغان مازل موقفها الداخلي قويا وعلاقاتها وموقعها في الحرب الدائرة في سوريا قوي.أما قطر فعندها قدرات مالية ضخمة حتى يمكن اعتبارها اكثر استقرار من الناحية المالية من السعودية التي تعاني الآن من الناحية الاقتصادية الداخلية بشكل كبير.
هذا يعني أن التيار الإخواني قدار على بناء مشروعه الخاص حتى بهذه الظروف الصعبة فلا ينقصه المال ولا القدرات الاستراتيجية. هذا قد يعني تغيرات على ارض المعركة في سوريا ليس لصالح اي طرف وإنما ستعني إطالة أمد الحرب فيها وتداخل اكبر في الأحداث فيها.