على الرغم من التحركات والمظاهرات التي نظمتها بعض القوى الوطنية في الشارع الاردني لاسقاط حكومة الرفاعي. ومع انني نفسي اتمنى سقوط هذه الحكومة ورغم توافقي الكبير مع الكثير من اهداف القوى الوطنية التي دعت لهذه الاعتصامات والمظاهرات في الشارع الاردني، الا انني متمسك وبشدة في عنوان مقالتي هذي، مؤكدا ان حكومة الرفاعي هي حكومة الشعب، والشعب من اختارها.
ولأوضح وجهة نظري سأطرح بعض التساؤلات مجيبا على بعضها وتاركا بعضها الآخر لكم وحتى للقوى الوطنية للاجابة عليها.
ألم يمنح مجلس النواب، بأكثرية ساحقة وقد تعتبر تاريخية، الثقة لحكومة الرفاعي؟ وذلك قبل أقل من شهر فقط !!! ألم يصوت الشعب لمجلس النواب قبل اقل من ثلاثة أشهر فقط؟ ألم يوافق الشعب على قانون الانتخاب؟ ألم يبع العديد من الناخبين اصواتهم لأصحاب رؤوس المال؟ ألم ينتخب الاكثرية الاخرى على أساس عشائري جهوي؟ ألم تحتجب الاحزاب الوطنية عن الانتخابات وتركت الساحة فارغة أمام رجال الاعمال والعشائرية؟ أم يصمت الشعب الأردني على تجاوزات دستورية وقانونية على مدى سنين، فينخرنا الفساد المستشري في جميع المؤسسات الحكومية ؟ ألم يوافق الشعب بل ويتوافق مع وجود كوتات عشائرية داخل مؤسسات الدولة مما حول المؤسسات قبل ادارتها الى مرتع للفساد؟
والحقيقة ان سقوط حكومة الرفاعي لن يبدل ولن يغير واقع الاحوال في الاردن، فالمشكلة الحقيقة ليست بالتشكيلة الحكومية نفسها، انما بالمنظومة الحكومية و في الثقافة السائدة بين افراد الشعب من تخاذل وعدم شعور بالمسؤولية. المشكلة بعدم وجود بدائل حقيقة ومشاريع معارضة واضحة.المشكلة بأن الشعب كان ومازال خارج التغطية بالنسبة لما يحدث في البلد من رفع للاسعار واستهتار بالاموال العامة. المشكلة بعدم وجود قضية قادرة على ربط وجمع الشعب تحت مظلتها.
ومن هنا يحق لنا طرح التساؤلات التالية: أين احزاب المعارضة ومؤسسات العمل المدني من كل ما يحصل؟ أين البرامج الحقيقة والأرقام والتحليلات الواجب على أحزاب المعارضة والحركات الوطنية تقديمها مقابل ما تقدمه الحكومة من ارقام واحصائيات وبرامج؟ ألم يتوقف دور أحزاب المعارضة والحركات الوطنية على الاعتراض فقط دون تقديم بدائل؟ الم تتحول المعارضة الاردنية لمجرد افواه؟ أين المثقف من كل ما يحصل؟ وأين المعلم والنظام التعليمي؟ أين "الاخوان المسلمون"، هل اصبحو "الاخوان النائمون"؟ أم "الاخوان الخانعون"؟ أين رجال الاعمال الشرفاء ممن يؤذيهم ما يؤذي الشعب؟ أين الإعلام؟ وأين ... و أين؟
الا ان هناك تساؤل يطرح نفسه على ارض الواقع و بقوة ... وين الشعب؟
