استقيظت يوم الجمعة نشيطا و كان ببالي فكرة لمقال جميل. أشعلت جهاز الحاسوب وبدأت بالطباعة. كتبت بضعت كلمات فإذا بشاشة الحاسوب سوداء ... انقطع التيار الكهربائي.
نظرت من الشباك لأرى إن كان هناك غيري ممن يعاني المشكلة نفسها. فرأيت عمال شركة الكهرباء وهم يقفون امام محول للكهرباء قريب من البيت. طبعا كعادتي و بفضولي الكبير لبست شبشبي ونزلت طيارة لعندهم.
وبعد أن شمشمت قليلا بين العمال فهمت أنهم يقومون بعملية إستبدال المحول لمحول أكبر. وفهمت أيضا أن الوقت المتوقع لهذه العملية هو أربع ساعات.
قطعا الفاضي بعمل قاضي ومراقب أيضا. وهذا ما قمت به، راقبت العمال وطريقة عملهم. اندهشت كثيرا من عدد العمال الكبير، كل هؤلاء لتغيير محول؟
طبعا أنا حشري، حاولت أن أتفلسف وأن أعطيهم تعليمات تساعدهم على العمل بسرعة. وكان الرد بالتطنيش وجحرة قوية من أحد العمال . فما كان مني إلا أن تسحّبت بهدوء وشمعت الخيط.
استغليت الوقت في التبضع للمنزل وبعض الزيارات العائلية. وعدت بعد خمس ساعات لاجد العمال مازالو متواجدين حول المحول. خفت أن أسأل فأواجه بجحرة قوية أخرى. تسللت على مهل، كما القط، فوجدت العمال متجمهرين حول سخان من الشاي إلا واحداً منهم يقوم بشد الأسلاك.
العملية كلها استغرقت ست ساعات. لا يهمني الوقت الإضافي الذي استغرقته العملية إنما ما لفت انتباهي هو كيفية تنظيم العمل.وبما أننا نتحدث عن شركة الكهرباء فسأشرح بطريقة كهربائية: هذه المؤسسات تعمل على التوالي وليس على التوازي ، أي أن كل شخص ينهي عمله يأتي آخر ويكمل العمل من بعده. حتى وإن أمكن أن يعملا معا بنفس الوقت لتوفير الجهد وتسريع العملية.
أما النقطة الأهم واللي جننت أهلي، أن معظم من كان متواجداً من العمال كان مراقباً فقط!!! المعظم أي أن أكثر من نصف العمال من المراقبين، ممن كانت مهمتهم تختصر على شيل هاي وحط هاي.
بالله عليكم لما نحتاج كل هذا العدد من المراقبين؟
الصراحة أني كتبت هذه المقالة لأنني عندما عدت إلى البيت لأكمل المقال كنت قد اضعت الفكرة. فقلت في نفسي والله لأكتب فيهم مقالة، يعني من كثر قهري.
بصراحة أكثر؟ نفسي أشتغل مراقب وأشرب شاي وأجحر المواطنين.أخ بس على واسطة ...
وكعادتي أؤكد طبعا، ليس ذما في الوطن ولا ذما في المواطن، ولكن لاني بحبك يا وطن رح بحكي اللي في قلبي.
