قد يبدو من المخيب لآمل البعض. ومن المفرح للبعض الآخر فكرة إيقاف الباص السريع، إن تمت. بالنسبة لي فالمراقبين لردودي وطروحاتي على الفيسبوك والتويتر يعلمون جيدا انني من المعارضين للمشروع. ولكنني لست ضد فكرة المشروع بحد ذاتها، أقصد فكرة تحسين المواصلات العامة وحتى فكرة وجود باص سريع أو مترو.
اليوم في لقاء مع مجموعة من الشباب والناشطين في معهد عمان للتنمية الحضرية تحدثنا عن فكرة الباص السريع. المعظم كان من مؤيدي المشروع ويرى أن ايقاف المشروع فكرة مبالغ فيها وحرب غير مبررة لربما على أشخاص معيينين أو لأهداف خاصة.
لنكن واقعيين من المفيد جدا للبعض تجارة السيارات وأسعارها التي تلازم الارتفاع. وهناك من يرى في المخالفات والجمارك و فروقات اسعار البنزين وترخيص السيارات مكسب سواء على المستوى الشخصي، باللهط، أو على مستوى دخل الدولة، هذا برؤية قصيرة النظر.
لذا من المحتمل جدا أن هناك هجمة على المشروع غير مبررة أو بهدف تخريب أي مشروع يهدف لتحسين المرور في الأردن.
على كل الأحوال فكرة مشروع الباص السريع فكرة ممتازة وستخدم المدينة بشكل جيد، هذا في حال تم تطبيقها بشكل جيد. ولكن للأسف جميع تجاربنا السابقة تعطينا مبررات الخوف الشديد من المشروع. ثم هناك تساؤولات كثيرة حول كيفية تنفيذ المشروع والتداخلات مع المرور وكيفية حلها لم تكن الاجابة عليها واضحة وشافية. والحق أن التاريخ مرة أخرى لا يشفع بأي شكل كان لمهندسي ومخططي الأمانة، على ما بدر منهم من عبقريات في مخططات سابقة ومشاريع تكاثرت أخطائها وتراكمت.
كما أنه ومن المحتمل أن يكون المشروع فيه شبه فساد فالعديد من المشاريع كانت تفرض بالقوة لأسباب عديدة منها المنظرة ومنها الزلط. وبالتالي سهل جدا ان تكون الدراسات تم الالتفاف عليها. يعني لفوا على الوطن وقفت على شقفة مشروع؟
ختاما لمدونتي اليوم. أنا لست ضد فكرة الباص السريع، أنا ضد المشروع نفسه بسبب عدم الوضوح، لحد الآن، في العديد من جوانبه وحتى للأخطاء الحالية في تنفيذه، أقصد كيف تم توسيع الشارع بطريقة عشوائية جدا، شلفقة. كما أنني ضد فكرة انشاء مشاريع ضخمة من خلال مجلس أمانة غير منتخب وغير مؤهل. وأيضا لا اقبل بالمشاريع التي يتم طرحها دون اخذ رأي الشارع بها وطرحها على الناس ومشاهدة ردة فعلهم عليها. نحن من سيستخدم الباص السريع وليس المستشارين.
وكل باص سريع وانتوا بخير ...